فائدة في وزن فعُــــــــل
فائدة في وزن فعُل بضم العين
فائدة في وزن فعُل بضم العين: تتعلق بعين هذا الوزن ولامه، وهي فائدة نظمها العلامة الشيخ محمد المامي بن البخاري الباركي.
الفائدة:
فعُل بضم العين لا تكون عينه ياء، ولا لامه ياء، ولم يأت من ذلك سوى فعلين هما: هَيُؤ الذي جاء عينه ياء ومعناه حسنتْ هيئته، وفعل نَهُوَ الذي جاءت لامه ياء لأن أصله نَهُيَ، ومعناه صار متناهيا في العقل.
قال الشيخ محمد المامي:
فعُلتُ بضم العين لم تأت عينه … ولا لامُه ياءً سوى هيُؤَتْ نَهُو
(وقد تكون ليس من هذا الباب فيكون أصلها قبل تخفيف عينها بالإسكان “لَيُسَ”، بدليل ضم لامها نادرا عند إسنادها للضمير، قال الشيخ محمد سالم ولد عدود:
لُسْت بضمٍّ صاحبُ المغني رأى … دليلٌ أنها هنا كهَيُؤَا
قلتُ وبالجامد ذا يليقُ … أفادنيه صاحبي رفيقُ
ويعني برفيق أحد طلابه وهو أبو عبد الله الونشريسي الجزائري)
المصدر: خياطة وترشيح عدود لطرة لامية الأفعال، ص: 157.
نبذة عن الشيخ محمد المامي:
هو الشيخ محمد المامي بن البخاري بن حبيب الله بن بارك الله فيه بن أحمد يزيد بن يعقوب،
ينتهي نسبه إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين.
ولد سنة 1202 أو 1206هـ، بتيرس في شمال موريتانيا، ويكنى بالمامي.
ظهرت على الشيخ محمد المامي علامات النبوغ والذكاء مبكرا، حيث حفظ القرآن، ثم سافر إلى أرض “القبلة”
في منطقة اترارزه فتلقى تعليمه فيها فترة وجيزة.
ثم عبر نهر السينغال واتصل بأمراء النهر الذين يحكمون بالعدل، وقد أثر هذه الرحلة في توجهاته الفكرية والعلمية،
ثم ما لبث أن عاد إلى منطقة تيرس وهو شاب، فأسس محظرته هناك، والتي اشتهرت، وأقبل عليها الطلاب.
كوّن الشيخ شخصيته العلمية عن طريق الرحلات العلمية، والاطلاع الواسع، واللقاء بالمشايخ والعلماء.
آثاره ومؤلفاته:
كان الشيخ محمد المامي أديبا، ولغويا، وفقيها، وأصوليا، ومفكرا سياسيا ومصلحا اجتماعيا، ومؤرخا،
وقد ألف العديد من المؤلفات في مجالات مختلفة، مثل التوحيد، والفقه، والسيرة، والنحو، وقوانين الدولة، والجغرافيا…
وله أكثر من 28 مؤلفا، وديوان شعر فصيح، وديوان شعر شعبي، وكانت تلك المؤلفات متميزة حتى في عناوينها،
مثل كتاب البادية، والدلفينية، والخراج الأول، والخراج الثاني، والصداق…
وله كتب مشهورة منها على سبيل المثال: نظم مختصر خليل، والجرادة الصفراء، وزهر الرياض، والموردية في الأحكام النبوية، ونظم الأحكام السلطانية…
ولأن الشيخ لم يكن راضيا عن الواقع الاجتماعي والسياسي لعصره، فلذلك أطلق على المنطقة تسميات شتى توحي بتلك الفوضى السياسية والاجتماعية، مثل: البلاد السائبة، والمنكب البرزخي.
وكان من مشروعه الإصلاحي الدعوة إلى النظام وقيام الدولة في بلاد السيبة، وحث الناس على العلم والاتحاد،
وتنصيب حاكم يأمر بالعدل ويحكم بالشرع، كما دعا إلى فتح باب الاجتهاد وعدم إغلاقه، ودعا إلى العمران، وحفر الآبار، وصيد الأسماك…
كما رأى ضرورة تجديد الفقه، فنقح الكثير من الدراسات الفقهية، وتعامل معها بروح نقدية اجتهادية فائقة.
وقد الشيخ محمد المامي مساجلات فقهية وفكرية مشهورة مع بعض معاصريه من العلماء، من أمثال:
محنض بابه بن اعبيدالديماني، ومحمذن فال بن متالي…
توفي الشيخ رحمه الله سنة 1282هـ.
مصدر الترجمة: بحث ترجمة محمد المامي، لناصر بلبوخاري
للاطلاع على مزيد عن الشيخ محمد المامي: اضغط هنا
للاطلاع على كتب وملفات الصرف: اضغط هنا