ترجمة محمد (والد) ابن خالنا الأبهمي
هو محمد “والد” بن المصطف بن خالنا بن الفاضل”عمِّ” بن المختار بن عثمان، وكان جده خالنا عالما صالحا أخذ عن مود مالك وله ولابنه أحمد -شهيد شربب- ذكر في “أمر الولي ناصر الدين”.
وقد أشاد بفضل والد وعلمه الكثير من الأعلام والأجلاء والمؤرخين من أهل هذه البلاد، يقول عنه الشاعر المؤرخ المختار بن حامدن في موسوعته: “العلامة الحبر المؤلف النظام الكاتب الشاعر الناثر حدث عن البحر ولا حرج”. وقال عنه الشيخ سيد أحمد بن اسمه في “ذات ألواح ودسر”: “وقد بلغ هذا الشيخ رحمه الله من المهارة في العلوم لاسيما علوم العربية وكثرة الفيوضات والمعارف والكشف ما تحار فيه العقول نفعنا الله ببركته”. وعنه يقول العلامة الشاعر مولود بن بن أحمد الجواد في قصيدة له:
وهل والد ياتي الزمان بمثله *** أليس بأمثال الفتى بعقيم
فيا لك من صدر له كان سالما *** وقلب تحلى بالعلوم سليم
وفي أول تلك القصيدة يقول:
فيمم بها أبناء ديمان إنهم *** ملاذ الورى من حادث وقديم
وقد أخذ والد بن خالنا العلم أيضا عن جماعة من العلماء من أشهرهم: محمد العاقل بن محنض الذي يقول في شأنه في مقدمة شفاء الغليل “وربما تطفلت على قطب رحى مكانه وإنسان عين زمانه، المبرز الفائق لأقرانه، الفحل في العلم الجائل في ميدانه .. شيخ شيوخنا محمد العاقل”، والامين بن الماح بن الماح بن الحسن اندوبك، وسيدي الامين بن أحمذ يحي النجمري وفي شأنه يقول في نفس المقدمة: “وكان اعتمادي فيه على فتح جيد الملكة، كامل القريحة، شامل البركة، ذي العلوم الصحيحة، سيد الأساتذة وعمدة التلامذة سيدنا العلامة الفهام .. الأمين بن أحمذ بن يحيى أمن الله روعتنا وروعته”.، ومنهم أيضا شيخه وخال أبيه الولي خيليد بن مولود بن متيلي بن سيد الفالي، ومنهم كذلك شيخه العلامة محمد اليدالي الذي أخذ عنه التصوف وله معه قصة شهيرة كتب عنها العلامة الشاعر أحمدُّ بمب بن أحمد بن ألمين في الصلة المبرورة: “ومن مشاهيرهم أيضا العالم النحرير والولي الكبير ذو الكرامات الباهرة والمكاشفات الزاخرة محمد والد بن المصطف بن خالنا وكان محمد والد هذا نشأ في طلب العلم على عمه المختار بن خالنا المعروف بـ: عمِّ الفال فتضلع بعلوم شتى واشتهر فيها فرحل إلى الإمام اليدالي فأخذ عنه ما شاء الله من العلم أيضا ثم أخذ عنه طريق القوم ويحكى أنه لبث عنده زمنا طويلا لم يأذن له في الرجوع إلى أهله فاتفق أنه بات ليلة بحيث يسمع الإمام اليدالي صوته وكان محمد والد في غاية حسن الصوت فجعل يردد قول أبي الطيب المتنبي:
ومن الخير بطء سيبك عني *** أسرع السحب في المسير الجهام
فلما أصبح الإمام اليدالي بعث إليه من أتاه به فدعا له بخير وبلغه إلى أهله فانتشر صيته وطار ذكره وبلغ من الجاه في الزوايا والعرب ما لا عهد بمثله”.
وأخذ العلم عن والد جماعة منهم أبناؤه، يقول الأستاذ الداه بن محمد عالي في تحقيقه لكتاب والد “كرامات أولياء تشمش”: “فمن تلاميذه أبناؤه الذين عرفوا بالعلم والصلاح يقول مولود بن أحمد الجواد اليعقوبي في مدحته لبني ديمان ذاكرا محمد فال أصغر أولاده:
وسلم على الندب الفتى نجل والد *** فما مثله باد ولا لمقيم
ويقول فيه الأستاذ المختار بن حامدن عند الحديث عن والد: وخلفه في علمه وصلاحه وكرماته وكشوفاته ابنه محمد فال ت 1248هـ. وأخبرني الأستاذ المختار المذكور أن العلامة محنض بابه درس عليه، وعزا ذلك إلى ميلود بن المختار خي ابن خالة محنض بابه الذي ترجم له في كتاب أسماه: عيون الإصابة في ترجمة محنض بابه”.
وقد ألف والد في فنون كثيرة يقول يگوى بن أحمد ميلود الفاضلي في توسله الشهير بأولياء تشمش:
ووالد القطب الولي المالي *** صحائف الكتب من التواليــــ ـــف
مؤتى الخوارق على التوالي *** وما لمأتاهن من منال
ومن مؤلفات والد: شفاء الغليل وراحة العليل بشرح مختصر خليل المعروف ب”معين والد” وهو في مجلدين، وكرامات أولياء تشمش، ومنظومة في وفيات أعيان عصره، وكتاب في أنساب قبائل الصحراء القصوى، وله في المديح النبوي والإبتهالات قصائد كثيرة، منها قصيدتاه: المكزوزه والمزروفه وهما طويلتان جدا شهيرتان بالبركة والحسن دالتان على شدة فتح قائلهما كما قال سيد احمد بن اسمه في “ذات ألواح ودسر”، وهما موجودتان مع شرحهما في شريط مسجل بصوت العلامة محمد عالي بن محنض عند مستشرق بريطاني كما حدث بذلك الأستاذ يحيى بن البراء، وقد أخبرنا الثقات بقدوم مستشرق صحبة الشاعر المؤرخ المختار بن حامدن إلى العلامة محمد عالي بن محنض قصد شرح قصيدتي والد هاتين وقال ابن حامدن حين رآه: هذا هو الضالة المنشودة.
ولوالد بن خالنا الكثير من الكشف والخوارق التي تواترت عند الناس، وفي ذلك يقول سيد احمد بن اسمه في كتاب “ذات ألواح ودسر” عند الكلام على خوارق بني ديمان: “الخامس: شعر والد الذي يقول في كلام أزناگ ويخبر فيه بالمغيبات ثم لم يزل الناس يحفظونه ويرون مصداقه زمنا بعد زمن وجيلا بعد جيل وهو من العجائب العظام”، انتهى من التحقيق المذكور.
وأم والد ابن خالنا هي: خدج بنت والد بن محنض -شهيد ترتلاس- بن أشفغ الامين بن سيدي الفالي.
توفي والد ابن خالنا سنة: 1212هـ، يقول محمذن فال بن متالي في الفشتالية مؤرخا لوفاته:
ووالد الشافي الغليل بشرحه *** “يبشر” بالعذب الرحيق المسلسل
ويقول البارتيلي إنه توفي سنة 1212 هـ أو سنة 1213هـ، ودفن بتنيخلف.
قال المختار بن جنكي في نظم مدافن تشمش:
ووالد وملأ كبير *** “تنيخلف” مدفنهم شهير
وفي بنيه أحمذ ومحمد فال وعبد الله العلم والصلاح، وفي محمد فال يقول يگوى الفاضلي في توسله المشهور عند ذكر والد:
وبابنه واسطة الجمال *** بحر المعارف بعيد الجال
في الخلق والخلق والاعتدال *** لم يلف مثله في الامتثال
وتوسل به وبوالده الشيخ أحمدُّ بن اسليمان حين توسل ببعض صلحاء إدابهم فقال:
وبابن والد امحمد ووالده *** من صيته يملأ الأسماع والبصرا
وأرخ لوفاته ببكر بن احجاب فقال:
وشرمح بسيد الفتيان *** سليل والد عظيم الشان
من خلقه وخلقه سيان *** كلاهما في غاية البيان
وأنجبت ابنته الولية الصالحة امنيانَ -بنت محمد بن والد بن خالنا- بالعلامة الشاعر الشهير امحمد بن أحمد يوره، توفيت امَّنيانَ سنة 1313هـ قال ببكر بن احجاب مؤرخا لوفاتها:
في عامه وفاة بنت والد *** وما لها في الدهر من معاند
فما نساء دهرها بمثلها*** لكن لهن الاعتنا لأجلها
أما أحمذ فهو الصالح العارف ذو الخوارق الكثيرة والشيم المنيرة دفين “المصران” قال العلامة القاضي أحمذ بن زياد في تذييله لمدافن تشمش:
بفارس المصران حامدت علم *** جوفي بيره القديمة يؤم
ومعه باباي والزبير*** وأحمذ بن والد الشهير
وعلى رواية أحمذ بن والد ابن خالنا جل اعتماد النابغة الغلاوي في كتابه: “النجم الثاقب في ما لليدالي من مناقب”، وأنجبت ابنته الولية الصالحة خديجة -بنت أحمذ بن والد بن خالنا- بالقطب الصالح الشهير الشيخ أحمد بن الفالي.
ولوالد أخ هو أحمد دفين “تشكركر” قال أحمذ بن زياد عند ذكرها في نظم المدافن:
والمصطفى أحمد نجل المصطفى *** سليل خالنا التقي المصطفى
وأم ابني والد بن خالنا محمد فال وأحمذ هي: امنيان بنت عبد الله بن أشفغ مينحن بن مودي مالك، نفعنا الله ببركة الجميع.
انتهى من كتاب “جلب المصالح بزيارة السلف الصالح / لمحمدن بن أمد بن أحمدُّ”
نقلا عن موقع: دروس محظرية (بتصرف)