الحديث الشريف وعلومه في بلاد شنقيط / محمد الحافظ بن المجتبى

الحديث الشريف وعلومه في بلاد شنقيط:

الحديث الشريف وعلومه في بلاد شنقيط: رسالة أكاديمية عن علوم الحديث وأهم الأسانيد وأشهر طرقها في بلاد شنقيط، من تأليف محمد الحافظ بن المجتبى.

فضل الاشتغال بالحديث الشريف:

السنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، وهي منبع من منابع الخير والحكمة والهدى، لذلك اعتنى العلماء بجمعها وتعلمها وتعليمها.

وطلب حديث النبي صلى الله عليه وسلم عبادة يتقرب بها إلى الله، لأن كلامه وحي من ربه، وهديه خير الهدي، وطريقته خير الطرق.

ولهذا فإن من أراد الخير، وابتغى الأجر، وسعى في تحصيل الفضل، فإن عليه أن يعتني

بالحديث النبوي، وأن يبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، من أجل أن يحصل على رضوان الله تعالى.

والسنة مكملة للقرآن الكريم، فلا يتم فهم كلام الله تعالى إلا بمعرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن حديثه عليه الصلاة والسلام شرح نظري وعملي لما جاء في كتاب الله.

وقد ورد في القرآن ما يحث على تعلم السنة، كما جاء في قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].

كما جاء مثل ذلك في السنة، كما في الحديث: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين…)، حتى إن الخطيب البغدادي ألف كتابا جعل عنوانه: شرف أصحاب الحديث.

مما قيل في ذلك:

(كفى بالمحدث شرفا أن يكون اسمه مقرونا باسم النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره متصلا بذكره، وذكر أهل بيته وأصحابه، ولذلك قيل لبعض الأشراف:

نراك تشتهي أن تحدث فقال: أولا أحب أن يجتمع اسمي واسم النبي صلى الله عليه وسلم في سطر واحد). المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي.

(الحديث ذكر، ولا يحبه إلا ذكور الرجال) الإمام الزهري.

(إن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة، وأنفع الفنون النافعة، يحبه ذكور الرجال وفحولتهم، ويعنى به محققو العلماء وكَمَلَتُهم، ولا يكرهه من الناس إلا رذالتهم وسفلتهم) ابن الصلاح.

(وهو علم لا يعلق إلا بمن وقف نفسه عليه، ولم يضم غيره من العلوم إليه) الخطيب البغدادي.

(لا ينال هذا العلم إلا من عطل دكانه، وخرب بستانه، وهجر إخوانه، ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته) نصر السمرقندي.

المصدر: المنهج المفيد لطلب علم الحديث، لسيد عبد الماجد الغوري، ونصائح مهمة لطالب علم السنة، للشريف حاتم العوني.

معلومات الملف: