الفتح الرباني على نظم رسالة القيرواني / محمد أحمد الداه الشنقيطي
الفتح الرباني على نظم رسالة القيرواني / محمد أحمد الداه الشنقيطي
الفتح الرباني على نظم رسالة القيرواني / محمد أحمد الداه الشنقيطي:
هو شرح ألفه محمد أحمد الداه الشنقيطي على نظم العلامة عبد الله بن الحاج حماه الله القلاوي لرسالة ابن أبي زيد القيرواني، واعتنى فيه المؤلف بذكر أدلة الأحكام.
نبذة عن مؤلف الفتح الرباني على نظم رسالة القيرواني:
ولد محمد أحمد الداه الشنقيطي بموريتانيا في 1334 للهجرة .
حفظ القرآن صغيرا، ودرس الألفية في النحو علي يد أمه .
أتقن خليل واستظهره وذلك بعد همّ بأخذ كتاب أدني فقالت أمه : ادرس مختصر خليل واحفظه ستُسأل حتي تموت ، لو درست غيره ستَسأل حتي تموت.
هاجر للسودان ودرّس ببادية الكبابيش حينا من الدهر، ثم انتقل من الكبابيش لبادية أخرى فوجدها على جهل لا يطاق ففارقهم .
سكن مدينة الأُبيِّض عاصمة كردفان وأقام بها بقية حياته,
تولي إمامة مسجد الختمية بالأبيض – ويشتهر الآن بمسجد الكوارتة – لخمود نشاط الختمية.
كانت له حلقات تعليم بالمسجد في شتي الفنون، وكان يدرس بالمسجد العتيق طوال شهر رمضان.
– ألف عدة كتب هي:
1- شرح إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة.
2- الآيات المحكمات في التوحيد و العبادات والمعاملات.
3- فيض الغفار في أحاديث الأحكام.
4- فتح الوهاب شرح بلوغ المرام.
5- فتح الجواد.
6- الفوز والنجاة.
7- فتح الرحيم علي فقه الإمام مالك بالأدلة.
8- الفتح الرباني شرح رسالة القيرواني.
نقلا عن منتدى الأصلين بتصرف
تعريف بكتاب الرسالة وبنظم الرسالة:
في هذه الفقرة نقدم لكم تعريفا موجزا بكتاب الرسالة وبنظمها:
كتاب الرسالة كتاب ألفه أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني، جمع فيه ما يجب على المكلف معرفته من عقائد الإيمان، وأحكام العبادات والمعاملات، وما يسن وما يندب من الآداب.
وهو أول مؤلف ألفه ابن أبي زيد القيرواني خلال مسيرته العلمية، وقد حج وطاف بالبيت بهذه الرسالة، متوسلا بها إلى الله تعالى أن يرزق قارئها العلم والدين والمال.
ألف ابن أبي زيد كتاب الرسالة، بناء على طلب الشيخ الصالح مؤدب الأطفال: مُحْرَز (بفتح الراء)، ولذلك خاطبة المؤلف في كتابه بقوله:
(أما بعد: أعاننا الله وإياك على رعاية ودائعه، وحفظ ما أودعنا من شرائعه، فإنك سألتني أن أكتب لك جملة مختصرة من واجب أمور الديانة، مما تنطق به الألسنة، وتعتقده القلوب، وتعمله الجوارح، وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن، من مؤكدها ونوافلها ورغائبها، وشيء من الآداب، وجمل من أصول الفقه وفنونه، على مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى وطريقته… فأجبتك إلى ذلك، لما رجوته لنفسي ولك من ثواب من علم دين الله أو دعا إليه.)
ونتيجة لمكانة هذا الكتاب اعتنى به العلماء فشرحوه ونظموه، وكان ممن نظمه العلامة أبو محمد عبد الله بن الحاج أحمد حماه الله القلاوي، في نظم بلغ 1777 بيتا الرجز.
بداية النظم:
بدأ الناظم نظم الرسالة بقوله:
قال أبو محمد عبد الإله
لينظم النثر الذي جلا حلاه
الحمد لله على الإسلام
وأفضل الصلاة والسلام
على النبي صاحب الرسالة
تنظمه وصحبه وآله
هذا ولما كانت الرساله
لعلم دين الله كالحباله
تقتنص الوحشي والإنسيا
وتجمع البري والبحريا
ولم يكن سيل الشروح يسقي
حتى يعم جذرها للسبق
فأنبتت جواب كل سائل
وآتت اكلها من المسائل
لكن لعسر حفظها المدارك
منها خفية فكل تارك
مثلتها في كفتي ميزان
درا وما الخبر كالعيان
لكني ينال حفظها بالنظر
في شعرها المرغب المنفر
خاتمة النظم:
اختتم الناظم نظم الرسالة بقوله:
ونسأل الوهاب أن ينفعنا
نحن وإياك بما علمنا
وأن يعيننا وإياك على
تكليفه لنا ولا حول ولا
قوة إلا بالإله والسلام
مع صلاته على أبهى ختام
أول ما نظمه الناظم من الرسالة:
وأول ما نظم الناظم من الرسالة بيتان في باب البيوع، هما قوله:
ومن يزد في القرض عدّاً في الأجل
فأشهب دون ابن قاسم أحلْ
ومنعا إن تكن الزياده
بشرط اَو بوأي اَو بعاده
قال الناظم في شرحه على النظم: (وهذان البيتان أول هذا النظم المبارك).
نبذة عن ابن أبي زيد القيرواني:
في ما يلي نبذة مختصرة عن حياة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني:
أولا: اسمه ونسبته:
هو أبو محمد عبد الله بن أبي زيد النفزاوي القيرواني، نسبة إلى مدينة القيروان بتونس التي أنشأها عقبة بن نافع، وهي مكان مولده ومنشئه ووفاته، والنفزاوي نسبة إلى نفزاوة، قبيلة من قبائل إفريقية.
ولد بالقيروان سنة ست عشرة وثلاثمائة هجرية، وهو فقيه مفسر من أعيان القيروان، اعتبره أهل زمانه إمام المالكية في وقته، وكان واسع العلم والاطلاع، كثير الحفظ والرواية، يقول الشعر ويجيده.
ثانيا: مكانته:
وبالإضافة إلى ذلك فقد كان ورعا وزاهدا وعابدا ومنقادا إلى الحق، واشتهر بإنفاق ماله بسخاء في وجوه الخير، وكان مجاب الدعوة، كما كان صاحب فراسة صادقة.
لقبه أهل العلم بمالك الصغير، وبخليفة مالك، وبقطب المذهب، واشتهر بعلو سنده، حيث كان يروي عن سحنو بواسطة، وعن ابن القاسم بواسطتين، وعن مالك بثلاث، وهو آخر المتقدمين، وأول المتأخرين، ويعرف بالشيخ في اصطلاحات المالكية، وتطلق لفظة الشيخين عليه مع أبي الحسن علي القابسي.
تفقه على علماء بلده من أمثال: أبي بكر بن اللباد، ومحمد بن مسرور العسال، وزياد بن موسى، وسعدون الخولاني… ومن تلاميذه أبو القاسم البرادعي، وابن الفرضي، وغيرهما…
ثالثا: مؤلفاته:
وعلاوة على تميزه المذكور سابقا فقد كان له مؤلفات عديدة تبلغ الثلاثين، منها على سبيل المثال: كتاب النوادر والزيادات على المدونة في نحو مائة جزء، ومختصر المدونة، وكتاب الرسالة، وتهذيب العتبية، وكتاب الاقتداء بأهل المدينة، وكتاب التنبيه على القول في أولاد المرتدين، ورسالة الحبس على أولاد الأعيان، وكتاب تفسير أوقات الصلوات، وكتاب الثقة بالله والتوكل عليه، وكتاب المعرفة واليقين، وكتاب المضمون من الرزق، وكتاب المناسك، ورسالة في الرد على القدرية، ورسالة في أصول التوحيد، وكتاب الذب عن مذهب مالك، وكتاب رد السائل، وكتاب حماية عرض المؤمن، وكتاب البيان في إعجاز القرآن، وكتاب فضائل رمضان، ورسالة في من تأخذه عند قراءة القرآن والذكر حركة، ورسالة النهي عن الجدال، ورسالة الموعظة والنصيحة، وقصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
كانت وفاته ودفنه في داره بالقيروان سنة ست وتسعين وثلاثمائة هجرية.
نبذة عن صاحب نظم الرسالة عبد الله بن أحمد الحاج حماه الله القلاوي:
هذا تعريف مقتضب عن العلامة عبد الله بن الحاج حماه الله القلاوي:
هو أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن الحاج حماه الله (حمى الله) القلاوي البكري، أحد أفراد وقته في العلم، له في كل فن اليد الطولى، ولد على الأرجح في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري.
تلقى جل علومه في مدينة شنقيط، وترعرع في أسرة مشهورة بالعلم والصلاح، وقد ظهر عليه النبوغ مبكرا، وتتلمذ على جماعة من أشهر علماء بلده في أيامه، منهم: الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن القلاوي، وسيدي عبد الله بن الفاضل اليعقوبي، وسيدي مالك بن الحاج المختار القلاوي، والمختار بن بونا الجكني.
وبعد أن بلغ في العلم شأوا ارتحل إلى الحوض المناطق الشرقية الموريتانية، وبقي في تلك المناطق حتى توفي يوم الجمعة، لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة تسع ومائتين وألف هجرية. وقبره بولاية الحوض الشرقي بموريتانيا، في مكان يعرف بالظليل وتجملالت، غربي مدينة النعمة على بعد 150 كلم تقريبا منها.
ألف في أغلب الفنون المعروفة في بلده، فله مصنفات في علوم القرآن وفي الحديث ومصطلحه، وفي الفقه وأصوله، وفي العقائد والتصوف، وفي اللغة، واشتهر بالبراعة في الفتوى.
وكمثال على مكانته العلمية يقول عنه مؤلف كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط مؤكدا على تفرده وتميزه: لم يكن مثله في أرض الحوض مثله في زمنه، وكان إذا أفتى في مسألة تلقتها الناس بالقبول… وكان كثير النظم نافعه، نظم رسالة ابن أبي زيد القيراواني… ونظم مقدمة عبد الرحمن الأخضري… ونظم الخزرجية في العروض… وبدأ ينظم مختصر خليل، فنظم منه بيتا واحدا من كتاب البيع ثم صرفه عن ذلك صارف.
مؤلفاته:
ونتيجة لتضلع ابن الحاج من مختلف العلوم، فقد انعكس ذلك على مؤلفاته التي كثرت وتنوعت، ولتوضيح ذلك التنوع نعرض نذكر بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر:
- نظم في الحذف نحو مائة بيت
- تعليق على البخاري
- شرح تحفة ابن عاصم
- شرح كافية ابن مالك
- تأليفان كبير وصغير على بانت سعاد
- نظم النقاية في علم البيان للسيوطي
- نظم في العروض
- تأليف في القراءات السبع
- تقرير المنة شرح إضاءة الدجنة
- تأليف في الزكاة
- اختصار مختصر خليل
- شرح ألفية ابن مالك
- مقدمة في النحو للمبتدئين
- تعليق على الشواهد
- رجز في النحو اسمه الرباني
- مؤلف في البلاغة نحو مائة بيت
هكذا عاش هذا العلَم حياته يدور بين شتى العلوم، وخلاصة القول أن ابن الحاج حماه الله كان من العلماء الأفذاذ الذين خلد التاريخ ذكرهم، وممن ترك وراءه إرثا علميا ما تزال الأجيال تستفيد منه إلى اليوم.
معلومات الملف:
العنوان: الفتح الرباني شرح على نظم رسالة ابن أبي زيد القيرواني
المؤلف: محمد أحمد الداه الشنقيطي
الصيغة: PDF
الحجم: 18.3MB
لتحميل الملف: اضغط هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
للاطلاع على كتب وملفات الفقه: اضغط هنا
تم جلب الكتاب من مكتبة نور، للإبلاغ عن محتوى مخالف: اضغط هنا