استحالة المعية بالذات / محمد الخضربن مايابى الجكني

استحالة المعية بالذات

استحالة المعية بالذات وما يضاهيها من متشابه الصفات: رسالة من تأليف العلامة محمد الخضر ابن مايابى الشنقيطي الجكني.

ما الإيمان؟:

ويقصد به في اللغة هو التصديق، وتتركب حقيقته من اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح.

وإذا أطلق لفظه غير مقترن بالإسلام فحينئذ يراد به الدين كله، ولذلك يقول السلف انطلاقا من هذا المعنى: إنه اعتقاد وقول وعمل، وإن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان.

أما إذا ذكر الإيمان مقرونا بالإسلام فحينئذ يكون المقصود بالإيمان الاعتقادات الباطنة، مثل الإيمان بالله. ويكون المراد بالإسلام أعمال الجوارح الظاهرة، مثل النطق بالشهادتين، والصوم، والزكاة…

بم تكون تقويته؟

إنه يزيد وينقص، وتكون زيادته بأمور كثيرة، كمعرفة أسماء الله وصفاته، ثم تدبر القرآن الكريم، ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة أحاديثه أيضا، والإكثار من ذكر الله، وكذلك الاجتهاد في الإحسان.

ومنها أيضا الاتصاف بصفات المؤمنين، والدعوة إلى الله، وكذلك الابتعاد عن الكفر والنفاق والفسوق والعصيان، والتقرب إلى الله بالطاعات، ومجالسة العلماء الصالحين أيضا.

ثمراته:

للإيمان ثمرات لا تعد ولا تحصى، ومن تلك الثمرات على سبيل المثال:

الحصول على ولاية الله، والفوز برضا الله عز وجل، وأنه يمنع من الخلود في النار، وكماله يعصم من دخولها أصلا.

ومنها كذلك أن الله يدافع عن الذين آمنوا، وأن الإيمان يثمر الحياة الطيبة، وأن قبول مرتبط به، وصاحبه يهديه الله إلى صراط مستقيم، ويحبه، ويجعله محبته في قلوب المؤمنين كذلك.

ثم إنه يحصل به رفع الدرجات، والثواب المضاعف، والبشارة بكرامة الله والأمن من جميع الوجوه، كما يحصل للمؤمنين الفلاح والهدى بسبب إيمانهم، فينتفعون بالمواعظ، ويشكرون في السراء، كما يصبرون في الضراء.

وأنه ليس لعلل الشكوك دواء إلا تحقيق الإيمان، وهو ملجأ المؤمنين في ما يلم بهم، يمنعهم أيضا من الوقوع في الموبقات، فينصرهم الله، ويمنحهم العزة ، والأجر العظيم… إلى غير ذلك من الفوائد التي تفوق الحصر.