فائدة في معنى قولهم (على شرط البخاري أو مسلم) / أحمد بن احمذي
فائدة في معنى قولهم: (على شرط البخاري أو مسلم):
فائدة في معنى قولهم: (على شرط البخاري أو مسلم): فائدة نظمها الشيخ أحمد بن احمذيّ يوضح فيها معنى تلك العبارة.
معنى (على شرط البخاري) في سنَدْ
أومسلمٍ أن رجال ذا السَّند
ممن لهم يُخرّج الشيخان في
صحيحي الشيْخين لا شرط يفي
لا في الصحيحين ولا غيرهما
افاد هذا النووي ونعم ما . . .
أما اشتراط الجُعْفِ للقاءِ
و مسلمٍ تعاصُرا فذاء
خص بما كان مُعَنْعَنًا فمنْ
عمَّمه قاد لجهل بالرسن
وليس يحي جاهل الشرطين
بنفيه الشرط عن الشيخين.
فائدة في معنى قولهم: (على شرط البخاري أو مسلم)
تناول العلامة أحمد بن أحمذي في هذه الأبيات، تعبيرا للمحدثين أصبح من جملة المصطلح. وكثيرا ما تردد على ألسنة أهل العلم وفي كتبهم وهو قولهم (صحيح على شرط البخاري) أو (على شرط مسلم) أو (على شرطهما) فما يعني هذا؟؟
هذه الأبيات تبين أن قولهم صحيح على شرط البخاري أو شرط مسلم أو شرط الشيخين يحتمل معنيين:
– أحدهما أن رواة الحديث المذكور هم رواة البخاري أو مسلم أو رواة كل منهما.
الثاني:أن رواة الحديث مثل رجال البخاري أو مسلم في العدالة والضبط… والصحيح الاحتمال الأول كما نبه عليه ابن أحمذي ناسبا القول للإمام النووي.
و يعبر عن هذا المصطلح في أحيان كثيرة بعبارة ” ورجاله رجال الصحيح، أو ما في معناها.
ويضيف فائدة أخرى أكثر دقة، حيث يبين فرقا غامضا بين شروط البخاري في الرواية وشروط مسلما فيها.
فالبخاري يشترط تحقق لقاء الراوي بمن روى عنه وروايته عنه، ولا يكتفي بالمعاصرة وإمكان الأخذ.
أما مسلم فلا يشترط تحقق اللقاء والرواية إذا تحققت العدالة والضبط، وإنما يكتفي بالمعاصرة وإمكان اللقي بين الراوي ومن روى عنه.
لكن هذا محصور في الحديث المعنعن. وليس عاما.
نقلا عن صفحة: محظرة أهل احمذي بتصرف
فائدة في معنى قولهم: (على شرط البخاري أو مسلم)
نشأة وتطور مصطلح الحديث:
مر علم مصطلح الحديث بثلاثة أطوار، هي:
طور النشأة والتكوين، ثم طور التدوين والنضوج، وأخيرا طور الاستقلال والاكتمال.
أولا: طور النشأة
لقد أمر الله في كتابه بالتثبت من الأخبار، كما في قوله تعالى: (يا أيها الذين إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
فالفاسق يحتاط في خبره، لئلا يحكم بقوله، ومن هنا رد العلماء رواية مجهول الحال، لأنه قد يكون فاسقا في نفس الأمر، وقد قبلها بعضهم، لأن فسقه ليس بمحقق.
وتبعا لذلك ظهر علم الجرح والتعديل، الذي يعنى بالتثبت من صحة ما ينسب من الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: طور التدوين:
حيث يعتبر محمد بن إدريس الشافعي (ت 204هـ) أول من دون علم مصطلح الحديث في كتابه: الرسالة، ثم جاء عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219هـ) فكتب فيه كذلك.
ثم تبعهما مسلم صاحب الصحيح (ت 261هـ) في مقدمة كتابه الصحيح، ثم أبو داود صاحب السنن (ت 275هـ)،
ثم محمد بن عيسى الترمذي صاحب السنن أيضا (ت 290هـ) فألف كتاب: “العلل الصغير”، كما ألف كتاب “العلل الكبير” كذلك.
وبعد هؤلاء جاء أبو جعفر الطحاوي (ت 321هـ)، ثم ابن حبان (ت 354هـ) فألف كتاب “الثقات”، كما صنف كتاب “المجرحين”.
ثالثا: طور الاستقلال:
صار علم مصطلح الحديث علما مستقلا بذاته خلال القرن الرابع الهجري، فكان أول من ألف فيه الرامهرمزي (ت 360هـ)، ثم الحاكم النيسابوري (ت 405هـ)، ثم أبو نعيم الأصبهاني (ت 430هـ).
ثم جاء أبو يعلى القزويني (ت 440هـ)، فالخطيب البغدادي (ت 463هـ)، ثم ابن طاهر المقدسي (ت 507هـ).
ولم يزل العلماء في كل فترة يكتبون في هذا العلم، ويهذبون فنونه على مختلف العصور، وعدد المهتمين به لا يمكن حصرهم لكثرتهم، فمنهم مثلا:
القاضي عياض، والنووي، وابن كثير أيضا، وكذلك الزركشي، والعراقي، وابن حجر العسقلاني، ثم السخاوي، والسيوطي، وغيرهم كثير ممن حقق في هذا العلم وضبطه.
المصدر: نشأة وتطور مصطلح الحديث، لخالد بن محمود الجهني