صدور كتاب ألفية ابن مالك النحوية وأثرها في الحياة العلمية والثقافية في موريتانيا / يحي ولد البراء

صدور كتاب ألفية ابن مالك النحوية

صدور كتاب ألفية ابن مالك النحوية وأثرها في الحياة العلمية والثقافية في موريتانيا، ليحي ولد البراء.

صدر حديثا في نواكشوط كتاب [ألفية ابن مالك النحوية وأثرها في الحياة العلمية والثقافية في موريتانيا] للباحث الدكتور يحيا بن البراء؛

وهو في أصله -كما نبه على ذلك المؤلف في مستهل هذه الطبعة- رسالة لنيل شهادة الإجازة من المدرسة العليا للأساتذة،

خلال السنة الجامعية 1981-1982م. ورغم طول المدة التي مرت،

وهو تناهز أربعة عقود، قبل نشر الكتاب، فإنه ما يزال طريا في طرحه وطريقة تناوله لموضوعه.
الكتاب في طبعته الأولى 1441هـ 2020م من إصدارات مجلس اللسان العربي بموريتانيا بالتعاون مع مجموعة نجيبويه المعرفية.


وقد قدم له رئيس المجلس الشيخ الخليل النحوي، منوها أنه عرف هذا الكتاب عندما كان يحاول تدوين صفحات من تاريخ الثقافة الشنقيطية،

ستصبح فيما بعد هي كتاب <<بلاد شنقيط.. المنارة والرباط>> ولم يكن هذا السفر الجليل يومئذ غير مذكرة تخرج لا يتطلب مثلها في كثير من البلدان عملا بحثيا بهذا المستوى.
يستعرض الباحث في هذا الكتاب المسار الوصفي التاريخي الذي سلكته ألفية ابن مالك منذ نشأتها، مرورا بعبورها إلى البلاد الموريتانية،

فصراعها مع نظائرها من المؤلفات حتى استقرت برمجتها ضمن المتون المحضرية، وما استتبع ذلك الاستقرار من نشاط معرفي حول هذا المتن،

تمثل في تلك الشروح والتعليقات المختلفة الكم والكيف، والتي بلغت أوجها مع احمرار ابن بونه وشروحه المختلفة.


وكما كان تأثير هذا المتن واسعا في الدرس اللغوي المحضري، فإنه تسرب كذلك في المناحي الثقافية الاجتماعية من الأدب إلى الحياة الاجتماعية العامة؛

وهو ما عالجه ابن البراء في بحثه هذا بروية وبصيرة وسعة اطلاع.

نقلا عن:
موقع مجلس اللسان العربي بموريتانيا

نبذة عن محمد بن مالك:

هو أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي نسبا،

الجياني منشأ، الأندلسي إقليما، الدمشقي دارا، الشافعي مذهبا بعد أن كان مالكيا.

وتشير أكثر الروايات إلى أن ابن مالك ولِد في الأندلس سنة 600 هـ.

حياته:

بدأ دراسته في بلده بحفظ القرآن الكريم، ودراسة القراءات والنحو والفقه على مذهب الإمام مالك، فأخذ العربية والقرآن بجيّان عن ثابت بن خيار الكلاعي من أهل لبّة.

وقد ذكر ابن مالك لبعض تلاميذه أنه قرأ على ثابت بن خيار من أهل بلده جيان، وأنه جلس في حلقات الأستاذ أبي علي الشلوبين نحوًا من ثلاثة عشر يومًا.

ثم رحل ابن مالك إلى المشرق في ريعان شبابه، ويبدو أن رحلته كانت بين عام 625 هـ، وعام 630 هـ، وذلك بسبب الفتن والاضطرابات أولا، وعلى عادة أكثر علماء الأندلس حينذاك للحج والدراسة ثانيًا.

قدم ابن مالك الأندلسي دمشقَ وسمع بدمشق من مكرم وأبي صادق الحسن بن الصباح، وأبي الحسن السخاوي، وغيرهم. ثم توجه ابنُ مالك إلى حلب،

وتلقى النحو على ابن يعيش شارح المفصل للزمخشري، وعلى تلميذه ابن عمرون، وأغلب الظن أنه حضر جانبًا من شرح المفصل عند ابن يعيش.

وقد نبغ ابن مالك في اللغة والنحو نبوغًا عظيمًا حتى صار مضرب المثل في معرفته بدقائق النحو والصرف واللغة وأشعار العرب.

تدريسه:

قام بالتدريس في مدينة حلب بعد أن أتمّ دراسته اللغوية، وكان إمام المدرسة السلطانية فيها، فأخذ يلقي بحلب دروسه في النحو ويؤلف، وهناك نظم “الكافية الشعرية”

ثم ارتحل إلى حماة وأقام بها ونشر فيها علمًا ونظَم ألفيته المشهورة، وهي خلاصة الكافية الشافية. ثم تحول إلى دمشق واشتغل بالتدريس والتصنيف، وتكاثر عليه الطلبة، وصار يُضرَب به المثل، وألّف المصنفات المفيدة.

وقام بالتدريس في الجامع الأموي والمدرسة العادلية الكبرى بدمشق، وكان أكثر ما يلقيه على تلاميذه النحو، كما كان يدرّس القراءات.

وكان يقول: هل من راغب في علم الحديث أو التفسير أو كذا أو كذا قد أخلصتها من ذمّتي؟ فإذا لم يجبه أحد قال: خرجتُ من آفة الكتمان.

تلاميذه:

ومن تلاميذه الشيخ بهاء الدين بن النحاس، والنووي، والعلَم الفاروقي، والشمس البعلي، والزين المزّي، وكفاه شرفًا أنّ ممّن أخذ عنه الإمام النووي، وقال: إنه عَناهُ بقوله في الألفية: ورجل من الكرام عندنا.

وكان ابن مالك إذا صلّى بالعادلية يشيّعه قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان إلى بيته تعظيمًا له.

منزلته وأخلاقه:

كان ابن مالك رحمه الله ذا عقل راجح، حسن الأخلاق، مهذبًا، ذا رزانة وحياء ووقار وانتصاب للإفادة، وصبر على المطالعة الكثيرة، وكان حريصًا على العلم، حتى إنه حفظ يوم موته ثمانية شواهد.

وكان كثير المطالعة، سريع المراجعة، لا يكتب شيئًا من حفظه حتى يراجعه في محله، وهذه حالة المشايخ الثقات والعلماء الأثبات، ولا يُرى إلا وهو يصلي أو يتلو أو يصنّف أو يُقرئ.

كما كان إمامًا في القراءات، واللغة، والنحو والتصريف، وأشعار العرب، والاطلاع على الحديث.

وكان أكثر ما يستشهد بالقرآن، ثم بالحديث، ثم بأشعار العرب.

ومجمل القول أن ابن مالك كان أوحد وقته في علم النحو، واللغة.

مؤلفاته:

عاش ابن مالك أكثر من سبعين عامًا، وكان نظم الشعر عليه سهلا، فأخرج كثيرًا من مؤلفاته النحوية واللغوية نظمًا.

ومن أشهر مؤلفاته:

1- الكافية الشافية: وهي منظومة طويلة تقع في حوالي ثلاثة آلاف بيت من بحر الرجز، تضم النحو والصرف.

2- الخلاصة أو الألفية: وهي منظومة تقع في نحو ألف بيت من الرجز، أودَع فيها ابن مالك خلاصة الكافية الشافية من نحو وتصريف.

3- التسهيل، أو تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد: وقد اعتنى به كثير من العلماء وشرحوه. ومن أشهر شروحه “التذييل والتكميل” لأبي حيان.

4- وقد شرح ابن مالك كتاب “التسهيل” ولكنه لم يتمه، ووصل فيه إلى باب المصادر.

5- شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ.

6- شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح: وهو تعليقات ومناقشات قيمة لمشكلات الإعراب في صحيح الإمام البخاري.

7- لامية الأفعال: وهي منظومة لامية في الصرف (114) بيتًا من بحر البسيط، وقد شرحها ابن مالك، وشرحها كذلك ابنُه بدر الدين وغيره.

نقلا عن موقع الدكتور راغب السرجاني بتصرف

صدور كتاب ألفية ابن مالك النحوية

للاطلاع على كتب وملفات النحو في الموقع: اضغط هنا أو هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق